الشريط الكتابي بالاعى

6/recent/ticker-posts

فهم ظاهرة بادر ماينهوف: كيف يؤثر الانتباه الانتقائي على تصورنا للعالم

 الألغاز النفسية لظاهرة بادر ماينهوف: هل هي حقيقة أم وهم؟"

ظاهرة بادر ماينهوف أو وهم التكرار هي ظاهرة نفسية تحدث عندما يلاحظ الشخص شيئا معينا لأول مرة ثم يبدأ في رؤيته في كل مكان. مثلا، إذا اشتريت سيارة جديدة من نوع نادر، فقد تجد نفسك ترى سيارات مشابهة في كل مكان. أو إذا تعلمت كلمة جديدة، فقد تسمعها في الأخبار أو في المحادثات أو في الكتب. هذه الظاهرة لا تعني أن هذه الأشياء أصبحت أكثر شيوعا فجأة، بل أن دماغك أصبح أكثر حساسية لها وأكثر قدرة على التعرف عليها.

ظاهرة بادر ماينهوف سميت بهذا الاسم نسبة إلى جماعة بادر ماينهوف، وهي جماعة إرهابية ألمانية نشطت في السبعينات من القرن الماضي. قيل أن الصحفي جونجر كان قد سمع عن هذه الجماعة لأول مرة ثم بدأ يلاحظ اسمها في كل مكان. ولكن هذا الاسم ليس دقيقا، فالظاهرة موجودة منذ زمن بعيد ولها أسماء أخرى مثل "التأكيد الانتقائي" أو "الانتباه الانتقائي" أو "التأثير التالي للتعلم".

ظاهرة بادر ماينهوف لها تفسيرات علمية مختلفة. بعض الباحثين يرون أنها نتيجة لطريقة عمل الذاكرة والانتباه في دماغنا. عندما نتعلم شيئا جديدا، فإن دماغنا يخزنه في شبكات عصبية تتصل بشبكات أخرى ذات صلة. وعندما نواجه شيئا يشبه ذلك الشيء الجديد، فإن دماغنا يستخدم هذه الشبكات لإسترجاع المعلومات والتعرف على التشابهات. وبالتالي، نشعر بأن هذا الشيء مألوف ولا نستطيع تجاهله.

بعض الباحثين الآخرين يرون أن ظاهرة بادر ماينهوف هي نتيجة لطبيعة عشوائية للحدث. فقد يحصل أحيانا أن نصادف شيئا معينا بصورة متكررة خلال فترة زمنية قصيرة بالصدفة. وإذا كان هذا الشيء جديدًا علينا، فقد نظن أن هذه التكرارات غير عادية ولا تستطيع المصادفة تفسيرها. وبالتالي، نعزوها إلى أسباب خارقة أو مؤامرات أو تدخلات إلهية.

ظاهرة بادر ماينهوف لها تأثيرات على حياتنا اليومية وعلى طريقة تفكيرنا واتخاذ قراراتنا. فقد تجعلنا نصدق بأشياء غير صحيحة أو نتبع معتقدات غير مبررة أو نتأثر بالإعلانات والتسويق. لذلك، يجب أن نكون حذرين ونحاول تحليل المعلومات بشكل منطقي ونقي ونتحقق من مصادرها ومدى تمثيلها للواقع. فقد يكون الشيء الذي نراه في كل مكان هو مجرد وهم.



إرسال تعليق

0 تعليقات