الشريط الكتابي بالاعى

6/recent/ticker-posts

المغرب: حملة أمنية ضد تزويج الفتيات القاصرات اللواتي فقدن عائلاتهن جراء ...

أطلق عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حملة رقمية تدعو الشباب إلى الزواج من فتيات ونساء , الدواوير المنكوبة إثر الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز والمناطق المجاورة، بدعوى إنقاذهن من براتن الفقر والتشرد. وتداول فيسبوكيون تدوينات مطولة تعدد ما اعتبروه "محاسن" الزواج من بنات المنطقة اللواتي فقدن أسرهن ومنازلهن، مشددين على أن هذه الخطوة ستشكل حلا للتخفيف من المعناة التي يعشنها و كذا صون كرامتهن، على حد تعبيرهم. التدوينات لم تتوقف عند هذا الحد بل هاجمت "بنات المدينة" منتقدين كثرة مطالبهن عند الزواج، وهو ما خلف حالة استياء كبيرة لدى عدد كبير من النشطاء. من المؤسف أن نشهد في عصرنا الحالي ظاهرة مؤلمة ومخجلة، وهي زواج الفتيات , اللواتي فقدن أهلهن ومأواهن نتيجة الكوارث الطبيعية مثل الزلازل . و هذه الفترة تعرف بإسم فترة ما بعد الصدمة و التي تستعدي تعاملا خاصا .. هذه الظاهرة تعكس مدى تدهور القيم الإنسانية والأخلاقية في بعض المجتمعات، وتشير إلى حجم المعاناة التي تتحملها هؤلاء الفتيات. في هذا الفيديو ، سأحاول تسليط الضوء على هذه المشكلة وأسبابها وتأثيراتها، وسأقدم بعض الحلول والتوصيات للحد منها. الأسباب والظروف: أولا لنطرح الأسباب التي قد تجعل الفتاة تقبل مباشرة . لا شك أن هناك عوامل متعددة تسهم في حدوث هذه الظاهرة، لكن أبرزها هي: - غياب الدعم الاجتماعي: عندما تفقد الفتيات أهلهن ومأواهن، تصبح حياتهن مليئة بالخوف والقلق والحزن. لا يجدن من يقف بجانبهن أو يحميهن من المخاطر التي تحيط بهن أو يقدم لهن الدعم المشورة . لذلك، قد يستغل بعض الأشخاص هذا الضعف ويحاول استغلالهن جنسيًا أو عروض زواج . - الضغوط الاقتصادية: بعد الكارثة، قد تصبح الفتيات في حاجة ماسة للمال لتغطية احتياجاتهن الأساسية مثل الطعام والماء والملابس. قد يَكُنَّ مضطرات إلى العمل في ظروف صعبة أو يقبلن بالزواج كوسيلة للحصول على دخل أو مأوى . - التضليل والاستفزاز: قد تستغل بعض الجماعات أو الأفراد حالة الفتيات وتقوم بإغرائهن بالزواج من رجال أغنياء أو مؤثرين أو حتى أشخاص عاديين . عبر اللجوء إلى التضليل أو الخداع أو الدين لإجبارهن على الموافقة على زواج لا يرغبن فيه.
التأثيرات النفسية والاجتماعية: الفتيات اللواتي عشن تجربة الزلزال وفقدن أهلهن يمكن أن يعانين من مجموعة متنوعة من التأثيرات النفسية نتيجة لهذه الظروف الصعبة. من بين هذه التأثيرات النفسية يمكن ذكر ما يلي: _الصدمة النفسية: قد تكون تلك الفتيات تمر بصدمة نفسية نتيجة لتجربة الزلزال وفقدان الأهل. قد يترتب على ذلك تجارب مخيفة ومؤلمة تؤثر على حالتهن النفسية وتسبب لهن صعوبة في معالجة الأحداث. _الاكتئاب: يمكن أن تمر الفتيات بمرحلة من الاكتئاب بسبب فقدان الأهل والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تنجم عن الكارثة. يمكن أن يكون لديهن صعوبة في الشعور بالسعادة والرضا. _القلق والتوتر: قد يكن في حالة من القلق والتوتر بسبب عدم اليقين والمخاوف بشأن المستقبل. قد يشعرن بالقلق بشأن كيفية تأمين احتياجاتهن الأساسية والعيش بكرامة. _انعدام الثقة: يمكن أن يؤدي فقدان الأهل وتجارب الصدمة إلى انعدام الثقة بالنفس والآخرين. يمكن أن يشعرن بالتردد في بناء علاقات جديدة والتفاعل مع المجتمع. _التحدث النفسي: قد يكون لديهن تغيرات نفسية تشمل التفكير السلبي والتشاؤم حيال المستقبل. يمكن أن يتطور هذا إلى مشاكل نفسية أكبر مثل اضطرابات الهلع والاكتئاب. يجب أن تتلقى الفتيات الدعم والرعاية النفسية والاجتماعية لمساعدتهن في التعامل مع هذه التأثيرات النفسية الصعبة. و تقديم الدعم الملائم و مساعدتهن على التعافي من تجربة الزلزال وفقدان أهلهن. و ليس تزويجهن من فظلكم لا يخفى على أحد أن هذه الظاهرة لها تأثيرات سلبية كبيرة على صحة وسعادة وكرامة هؤلاء الفتيات، من بينها: إن هذه الظاهرة تستدعي تدخلًا عاجلًا من جميع الجهات المعنية لوقفها والحد من آثارها، وذلك باتخاذ بعض الخطوات مثل: - تعزيز التوعية: يجب نشر الوعي بين الناس حول خطورة هذه الظاهرة وأسبابها وتأثيراتها، وكذلك حول حقوق الفتيات في حالات الكوارث. يجب تشجيع الناس على التضامن مع هؤلاء الفتيات ومساندتهن وحمايتهن. - توفير الدعم النفسي: يجب إنشاء مراكز نفسية واجتماعية لتقديم المساعدة والإرشاد للفتيات المتضررات. يتغلبن على صدمتهن وإعادة بناء الثقة و الامل لديهن . - تشديد العقوبات: يجب فرض قوانين صارمة ضد المتورطين في هذه الجرائم، سواء كانوا أفرادًا أو جماعات. يجب محاسبتهم على انتهاك حقوق هؤلاء الفتيات و محاولة إذلال كرامتهن. - تمكين الفتيات: يجب دعم هؤلاء الفتيات لإكمال تعليمهن والحصول على فرص عمل مناسبة. يجب إعطائهن المساحة للتعبير عن آرائهن وطموحاتهن. كما يجب إشراكهن في صنع القرارات التي تخص حياتهن. أما زواج الفتيات القاصرات المتضررات من كوارث طبيعية فهي ليست ظاهرة مؤسفة تحتاج إلى مزيد من الانتباه والحلول. بل هي جريمة تشكل خطرًا كبيرا و حقيقيا على حقوق وصحة وسعادة هؤلاء الفتيات، وتؤثر سلبًا على المجتمع



إرسال تعليق

0 تعليقات