علم المعرفة أو نظرية المعرفة او الإيبستمولوجيا هي فرع من فروع الفلسفة و تختص بدراسة مجال المعرفة و الإيمان و التبرير. و تسعى للإجابة على أسئلة مثل: ما هي المعرفة ؟ كيف يمكن اكتساب المعرفة ؟ ما هي الشروط الضرورية و الكافية للمعرفة ؟ كيف نميز المعرفة عن مجرد إيمان أو رأي ؟
في الغالب يركز علماء المعرفة على الأسئلة المتعلقة بطبيعة التبرير ومصادر المعرفة. و يفكرون في الطرق المختلفة التي يمكننا من خلالها اكتساب المعرفة ، مثل الإدراك و الذاكرة و العقل و الإفادة و الحدس ، و كما يستكشفون العلاقات بين الأشكال المختلفة للمعرفة ، مثل المعرفة التجريبية و المعرفة المسبقة و المعرفة بالتعارف. بالإضافة إلى ذلك ، تتعامل نظرية المعرفة أيضًا مع التشكيك ، و هو الرأي القائل بأن المعرفة صعبة ، إن لم تكن مستحيلة ، و للوصول إليها. يثير المشككون تحديات مختلفة لقدرتنا على المعرفة ، مثل مشكلة الاستقراء ، و مشكلة المعيار ، و مشكلة الشك الراديكالي.
أصل الإيبستيمولوجيا Epistemology
مصطلح إيبستيمولوجيا مكون مت كلمتين باليونانية "إيبستميي" و التي تعني ( المعرفة ) و كلمة " لوجيا " (دراسة). كان أول استخدام مسجل لهذا المصطلح في القرن الثامن عشر من قبل الفيلسوف الاسكتلندي جيمس فريدريك فيرير في كتابه "معاهد الميتافيزيق: نظرية المعرفة والوجود". ومع ذلك ، يمكن إرجاع دراسة نظرية المعرفة إلى الفلسفة اليونانية القديمة ، وخاصة إلى أعمال أفلاطون وأرسطو.
كانت نظرية المعرفة لأفلاطون مهتمة بطبيعة المعرفة وكيف يمكن اكتسابها. كان يعتقد أن المعرفة فطرية ويمكن اكتشافها من خلال التفكير الديالكتيكي. من ناحية أخرى ، أكد أرسطو على أهمية الملاحظة التجريبية واعتقد أن المعرفة يتم اكتسابها من خلال التجربة والإدراك.
لاحقًا ، في القرن السابع عشر ، قدم الفيلسوف جون لوك مفهوم "التجريبية" ، التي أكدت على أهمية التجربة الحسية في اكتساب المعرفة. تم تطوير هذا الرأي من قبل فلاسفة مثل جورج بيركلي وديفيد هيوم ، الذين جادلوا بأن كل المعرفة تستند في النهاية إلى التجربة الحسية.
بشكل عام ، ظهر مصطلح "نظرية المعرفة" في العصر الحديث لوصف الدراسات الطبيعة و مصادر و حدود المعرفة ، و أضحى موضوعًا رئيسيًا في الفلسفة منذ ذلك الحين.
تاريخ نظرية المعرفة
نظرية المعرفة هي فرع من فروع الفلسفة التي تدرس طبيعة و مصادر المعرفة. فقد كان مجالًا مهمًا للدراسة منذ العصور القديمة وقد درسه بعض أشهر الفلاسفة عبر التاريخ. يأتي أقدم سجل مكتوب معروف للفكر المعرفي من الإغريق القدماء ، ولا سيما سقراط وأفلاطون وأرسطو. سعى سقراط إلى تعريف المعرفة وحدود المعرفة البشرية ، بينما ناقش أفلاطون العلاقة بين المعرفة والمعتقد.
كما أنتج العصر الذهبي الإسلامي أيضًا مساهمات مهمة في نظرية المعرفة ، و على الأخص من ابن سينا. و قد طور مفهومًا للحقيقة كخاصية للبيانات ، فضلاً عن منهجية تحديد حقيقة بيان معين. في وقت لاحق ، طورت أعمال الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت مجال نظرية المعرفة من خلال تقديم مفهوم المعرفة الفطرية والتأكيد على أهمية المبادئ الأولى.
على مر القرون ، تشكلت نظرية المعرفة من قبل أكثر الفلاسفة تأثيرًا ، بما في ذلك ديفيد هيوم وإيمانويل كانط و ويليام جيمس وجون ديوي. شهد القرن العشرين أيضًا تركيزًا متزايدًا على الآثار الفلسفية للاكتشافات العلمية ، حيث قام لودفيج فيتجنشتاين وكارل بوبر وجيلبرت رايل وتوماس كون باستكشاف الآثار المترتبة على المنهج العلمي وكيفية ارتباطه بنظرية المعرفة ، تظل اليوم نظرية المعرفة فرعًا مهمًا من الفلسفة التي تستمر في التطور جنبًا إلى جنب مع التطورات العلمية.
المفاهيم المركزية في نظرية المعرفة
تشمل المفاهيم المحورية في نظرية المعرفة ما يلي:
المعرفة: تهتم نظرية المعرفة بفهم ماهية المعرفة وكيف تختلف عن مجرد الإيمان أو الرأي. يتفق العديد من الفلاسفة على أن المعرفة تتطلب التبرير والحقيقة والإيمان.
التبرير: يكون الاعتقاد مبررًا إذا تواجدت أسباب أو أدلة جيدة تدعمه. يدرس علماء المعرفة ما يمكن اعتباره أسبابًا و جيهة أو دليلًا على اعتقاد ما ، ويستكشفون نظريات مختلفة للتبرير ، مثل التأسيسية والتماسك و الموثوقية.
الحقيقة: لا تتطلب المعرفة الإيمان فحسب ، بل تتطلب الحقيقة أيضًا. لا يمكن اعتبار الاعتقاد الخاطئ معرفة. يدرس علماء المعرفة طبيعة الحقيقة وكيف يمكن إثباتها.
الإدراك: الإدراك هو أحد المصادر الأساسية للمعرفة. يدرس علماء المعرفة كيف نكتسب المعرفة من خلال الإدراك وكيف ترتبط خبراتنا الحسية بمعتقداتنا حول العالم.
الذاكرة: الذاكرة هي مصدر آخر مهم للمعرفة. يدرس علماء المعرفة كيف نكتسب المعرفة من خلال الذاكرة وكيف يمكننا الاعتماد على ذاكرتنا لتكوين معتقدات مبررة.
الإفادة: الشهادة هي تقديم معلومات أو معرفة لشخص آخر. يدرس علماء المعرفة طبيعة الإفادة و كيف يمكننا اكتساب المعرفة من الآخرين من خلال الإفادة.
الشك: الشك هو الرأي القائل بأن المعرفة يصعب أو يستحيل تحقيقها. يدرس علماء المعرفة أشكالًا مختلفة من الشك ويستكشفون التحديات التي يثيرها الشك في نظرياتنا عن المعرفة.
بشكل عام ، تدور المفاهيم المركزية في نظرية المعرفة حول طبيعة ومصادر وحدود المعرفة ، وكيف يمكننا التمييز بين المعتقدات المبررة والمعتقدات غير
المبررة.
0 تعليقات